رومانيا.. ملاذ الأوكرانيين الآمن وقاعدة حلف شمال الأطلسي الأمامية «صور»
رومانيا.. ملاذ الأوكرانيين الآمن وقاعدة حلف شمال الأطلسي الأمامية «صور»
عند نزولها من عبارة إلى الأراضي الرومانية، شعرت الأوكرانية "أولغا" بالارتياح، لأنها تمكنت من نقل أطفالها الثلاثة عبر نهر الدانوب إلى بر الأمان، بعدما غزت روسيا بلدها.
وروت "أولغا"، وهي موظفة في مجال التسويق، تبلغ من العمر 36 عاما، "رافقنا زوجي حتى الحدود قبل أن يعود إلى كييف للقتال".
الشابة الأوكرانية "أولغا" واحدة من مئات الأشخاص الذين وصلوا السبت إلى المعبر الحدودي في بلدة إيزاكيا على الجانب الروماني من الدانوب.
وتخشى رومانيا، العضو السابق في الكتلة الشيوعية التي أصبحت جزءاً من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، أن تجد نفسها على خط المواجهة ضد روسيا إذا اجتاحت موسكو أوكرانيا المجاورة.
ومنذ بداية الهجوم الروسي، فجر الخميس 24 فبراير، عبر رومانيا أكثر من 25 ألف أوكراني وفق حرس الحدود الرومانيين.
في ميناء إيزاكيا الصغير على ضفاف النهر، قالت أولغا إنها تنوي تمضية بضعة أيام في رومانيا قبل أن تشق طريقها إلى بلغاريا المجاورة.
على مقربة، قال المحامي "أندريه"، البالغ من العمر 40 عاما إنه يخشى أن يكون أجبر على الفرار من بلاده إلى الأبد.
وأضاف بعد عبور النهر مع زوجته وأطفاله الثلاثة "لن نتمكن أبدا من العودة إلى أوكرانيا".
وتابع أن عائلته أجبرت بالفعل على الفرار من منزلها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا بسبب الصراع الذي اندلع فيها عام 2014 ووجدت ملاذا في مدينة أوديسا الأوكرانية.
تشعر رومانيا التي تشترك في حدود طولها 650 كيلومترا مع أوكرانيا، الآن بأن عضويتها في حلف شمال الأطلسي ستحميها من أي عواقب عسكرية أكثر خطورة.
وقال رئيس هيئة أركان الدفاع الجنرال دانيال بيتريسكو، السبت، "نظرا إلى دينامية الأمن الإقليمي، هناك احتمال ضئيل بأن تصبح البلاد هدفا لعمل هجومي تقليدي من روسيا".
لكن على مدى الأشهر الماضية من التوترات المتزايدة في المنطقة، طالبت رومانيا مرارا بإرسال تعزيزات إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، واستجاب حلفاؤها لطلبها.
فأرسلت الولايات المتحدة أسطولا من مدرّعات سترايكر ونحو 1000 جندي في الأسابيع الأخيرة إلى قاعدة رومانية قرب البحر الأسود، وهي إضافة إلى 900 عسكري متمركزين أصلا في البلاد.
وخلال الشهر الماضي، انضمت 6 طائرات من طراز يوروفايتر تايفون من سلاح الجو الألماني إلى 4 طائرات مماثلة أرسلتها إيطاليا قبل الأزمة.
وقال رئيس هيئة أركان القوات الفرنسية، الجمعة، إن 500 جندي سيتم إرسالهم إلى الدولة الواقعة في شرق أوروبا.
وازداد الموقف تعقيدا بسبب استيلاء روسيا على جزيرة الأفعى، من أوكرانيا الخميس، وهي نتوء صخري غير مأهول لكنه إستراتيجي في البحر الأسود على مسافة 45 كيلومترا من الساحل الروماني.
وطالبت كل من بوخارست وكييف بالجزيرة قبل أن تمنحها محكمة العدل الدولية لأوكرانيا عام 2009.
وصرّح وزير الدفاع الروماني فاسيلي دانكو الجمعة عقب الاستيلاء على الجزيرة "سيتعين علينا التعود على العيش مع الروس على حدودنا".
وأضاف "لكن هذه حدود للناتو، لن تكون رومانيا وحدها في مواجهة هذا الأمر، بل ستحظى بالدعم إذا لزم الأمر".
ورغم ذلك، تشعر رومانيا بالقلق من احتمال إرجاء شركات النفط والغاز التي تعاقدت معها للتنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة شواطئها نشاطها مع وجود القوات الروسية قرب المياه الإقليمية الرومانية.
ولم تبدأ عمليات التنقيب بعد، لكن أي اكتشاف سيكون مصدرا ضخما للغاز للبلاد.
وشدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ على أن أهداف الكرملين لا تقتصر على أوكرانيا مع مطالبته الحلف بسحب جميع القوات وإزالة البنى التحتية من الدول التي انضمت إلى الناتو منذ عام 1997.
ومن بين مطالبها، تريد روسيا أن تتم إزالة نظام الناتو المضاد للصواريخ من قاعدة ديفيسيلو العسكرية في جنوب رومانيا.
ويصر الحلف على أن الغرض من هذا النظام دفاعي بحت، لكن موسكو تعتبره تهديدا.